الإمارات.. منارة التسامح ووطن للجميع
في ظل ما يشهده العالم من تحديات تتعلق بالتنوع الثقافي والاجتماعي، يبرز التسامح كقيمة أساسية لتعزيز التفاهم والسلام بين الشعوب. وضمن هذه الرسالة السامية، تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، في 16 نوفمبر من كل عام، بـ"اليوم الدولي للتسامح"، لتكون نموذجًا يُحتذى به للعالم في إرساء قيم التعايش والمحبة.
الإمارات.. مثال للتسامح والتعايش
لطالما كانت الإمارات رائدة في تعزيز التسامح كمنهج حياة. حيث تستضيف على أرضها أكثر من 200 جنسية، يعيشون في وئام واحترام، على الرغم من اختلافاتهم الثقافية والدينية. وتحتضن الإمارات الجميع بترحاب، مما جعلها "وطنًا للجميع" يتناغم فيه الأفراد من مختلف الأعراق والخلفيات. هذا التنوع الغني يُثري المجتمع الإماراتي ويعكس مدى الالتزام بخلق بيئة منفتحة تحتضن كل من يسعى للعيش في سلام وأمان.
مبادرات الإمارات في تعزيز التسامح
لقد سعت دولة الإمارات إلى ترسيخ قيم التسامح عبر العديد من المبادرات. ومن أبرز هذه المبادرات "وثيقة الأخوة الإنسانية"، التي وُقعت بين قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في أبوظبي عام 2019، كمبادرة تركز على نشر قيم السلام والتآخي بين الناس من مختلف الديانات والثقافات. كذلك أسست الإمارات "البيت الإبراهيمي"، وهو معلم يجمع بين كنيسة ومسجد ومعبد، ليكون رمزًا للتسامح الديني والتعايش في أرض واحدة.
مراكز مكافحة التطرف والتعصب
لم تكتفِ الإمارات بتعزيز التسامح فحسب، بل حرصت أيضًا على محاربة التطرف والتعصب عبر تأسيس مراكز متخصصة مثل مركز "هداية" لمكافحة التطرف، ومركز "صواب" لمكافحة الأفكار المتطرفة عبر الإعلام الرقمي. هذه المراكز تسهم بشكل فعّال في نشر التوعية وإعادة تأهيل الشباب، مما يعزز من دور الإمارات كقوة ناعمة تسعى لإرساء قيم المحبة والاعتدال.
التشريعات والقوانين التي تدعم التسامح
إيمانًا منها بأهمية توفير بيئة حاضنة للتسامح، سنت دولة الإمارات تشريعات صارمة لمكافحة الكراهية والتمييز، ومنها قانون مكافحة التمييز والكراهية، الذي يجرم الأفعال التي تثير التمييز والكراهية والتعصب، مما يحافظ على مجتمع يعمّه الاحترام بين الأفراد.
الإمارات.. نموذج عالمي للتسامح
في الوقت الذي تعاني فيه بعض الدول من التوترات الطائفية والعرقية، تقدم الإمارات نموذجًا للعالم بأن التعايش ممكن، بل ومثمر. فهي تجسد في كل يوم كيف يمكن للتسامح أن يكون أساسًا لبناء دولة قوية ومزدهرة. وبهذا تكون الإمارات منارة للتسامح، ترسل من خلالها رسالة واضحة إلى العالم: "التسامح قوة، ومحبة الناس لبعضهم هي أساس السلام الحقيقي".
يمثل "اليوم الدولي للتسامح" مناسبة للإشادة بما قدمته الإمارات من جهود لتحقيق التسامح والتعايش بين الأفراد، ولكي تُستوحى تجربتها كقدوة عالمية لنشر ثقافة السلام والمحبة بين الأمم.