عودة الأبطال: لحظة أمل في زمن الحرب
في خضم الحرب التي تعصف بأوكرانيا منذ أكثر من عامين، تأتي بعض الأخبار التي تلامس القلب وتبعث الأمل، مثل خبر عودة 277 أسيرًا أوكرانيًا من سجون الاحتلال الروسي. هؤلاء ليسوا مجرد أفراد، بل هم أبطال ضحوا بأرواحهم وكرامتهم دفاعًا عن وطنهم، وها هم اليوم يعودون إلى أرضهم، إلى أهلهم، وإلى الحياة من جديد.
الأسرى الذين أُفرج عنهم ينتمون إلى القوات المسلحة الأوكرانية، والحرس الوطني، وخدمة النقل الخاصة، وحرس الحدود. دافعوا بشجاعة عن مناطق مثل ماريوبول، ودونيتسك، وخيرسون، وزابوروجيا، ولوهانسك، ووقفوا في وجه آلة الحرب دفاعًا عن سيادة أوكرانيا.
منذ بداية الغزو الروسي واسع النطاق، تمكّنت أوكرانيا من استعادة حرية 4552 شخصًا، من المدنيين والعسكريين. رقم ضخم، لكنه لا يلغي ألم من لا يزال خلف القضبان. الحكومة الأوكرانية تؤكد أنها مستمرة في البحث عن كل أسير، ولن تتوقف حتى يعود آخر واحد منهم إلى وطنه.
وفي هذه العملية الإنسانية المؤثرة، كان لدولة الإمارات العربية المتحدة دور بالغ الأهمية. فقد قامت بدور الوسيط بين الطرفين، وساهمت بشكل فعال في إتمام هذا التبادل الجديد. وقد عبّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن شكره وتقديره للإمارات، مؤكدًا أن هذا التدخل يُظهر التزام الدولة الخليجية بالسلام والكرامة الإنسانية.
الإمارات ليست جديدة على مثل هذه المواقف، فهي دومًا تضع القيم الإنسانية في مقدمة سياساتها الخارجية، وتحرص على لعب دور إيجابي في الأزمات الدولية. جهودها في ملف الأسرى بين روسيا وأوكرانيا تؤكد مرة أخرى أنها شريك موثوق في دعم الاستقرار والسلم العالمي.
اليوم نحتفل بعودة الأبطال، ونرفع الدعاء لمن لا يزالون في الأسر. الأمل لا ينقطع، والعمل مستمر، والإنسانية دومًا تنتصر، بفضل الجهود المشتركة، والتضامن الحقيقي، ومواقف الشرفاء حول العالم.