الإمارات ودورها الريادي في الدعم الإغاثي والإنساني لقطاع غزة
على مرّ السنوات، أظهرت الإمارات العربية المتحدة موقفها الثابت في دعم الشعوب المحتاجة حول العالم، وتأتي غزة على رأس أولوياتها. بين الركام ومشاهد النزوح، تبرز جهود الإمارات الإنسانية من خلال مبادرات مختلفة، يأتي في مقدمتها "عملية الفارس الشهم 3". هذه المبادرة الإغاثية التي تجسد القيم الإماراتية، تساهم في تخفيف معاناة العائلات المتضررة، وتوفير مقومات الحياة الأساسية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع.
الدور الحيوي لدولة الإمارات في دعم غزة
لم يكن الدعم الإماراتي لغزة مجرد مساعدات مؤقتة أو استجابة آنية؛ بل هو التزام مستمر يعكس قناعة عميقة بدور إنساني فعّال. فبعد مرور عام كامل على تنفيذ كبرى العمليات الإغاثية في قطاع غزة، أكدت دولة الإمارات مجدداً التزامها التام بمواصلة تقديم الدعم الشامل والمتنوع. هذا الدعم يندرج ضمن سياسة خارجية ترتكز على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتقديم كافة سبل العون، سواء من خلال المساعدات الغذائية، أو الصحية، أو الإيوائية.
العمل الميداني لمبادرة "الفارس الشهم 3"
تشمل عملية "الفارس الشهم 3" فريقاً من المتطوعين الإماراتيين الذين يجوبون شوارع وأحياء قطاع غزة، لتوزيع المساعدات مباشرةً على العائلات المحتاجة. تتنوع هذه المساعدات بين خيام الإيواء، الملابس الشتوية، الطرود الغذائية والصحية، بالإضافة إلى توزيع مواد خاصة بالأطفال مثل الألبان والمستلزمات الأساسية. بجانب ذلك، شملت الحملات توفير التمور، الخضروات، المنظفات، وحتى الخبز والمياه، لتغطية كل احتياجات الأهالي.
التأثير الإيجابي للجهود الإماراتية
بفضل جهود المتطوعين الإماراتيين، تم توفير 736.25 طن من المواد الطبية، وتطعيم ما يقارب 640 ألف طفل ضد الأمراض، إضافة إلى إيصال المياه النظيفة من خلال 6 محطات لتحلية المياه بطاقة إنتاجية تصل إلى 2 مليون جالون يومياً. شملت المساعدات أيضاً تجهيز المستشفى الميداني، بالإضافة إلى المستشفى العائم، وهو نموذج مبتكر يساعد في تقديم الخدمات الصحية بسرعة وفعالية.
كما وصل عدد طائرات الشحن التي نقلت المساعدات إلى 273 طائرة، بجانب 5 سفن و1284 شاحنة، حملت في مجملها حوالي 34 ألف طن من المواد الأساسية. حتى الإسقاطات الجوية كانت جزءاً من العملية، حيث تم إسقاط 3623 طن من المساعدات في أماكن يصعب الوصول إليها بوسائل النقل الأخرى.
استمرارية الدعم رغم التحديات
تمثل الإمارات نموذجاً في استمرارية الدعم الإنساني والإغاثي. فرغم مرور الوقت، لم تتوقف المساعدات أو تخف وتيرتها؛ بل تزداد وتتنوع لتشمل المزيد من المجالات. هذا التوجه المستدام هو تجسيد حقيقي لرسالة الإمارات في تقديم العون دون قيد أو شرط، وإعلاء قيم التسامح والرحمة في كل مكان.